URBim | for just and inclusive cities

هويدا كامل – مديرة وحدة القاهرة

“كل ذنبي اني في الفقر بعيش…”

كانت الحكومة و الناس يتجاهلون الفقراء إلى حد كبير قبل الثورة. كان الجميع يعرف أنهم موجودون في كل أنحاء المدينة، و لكنهم لم يهتمون بهم. لكن الاضطرابات السياسية والاجتماعية الأخيرة غيرت الأحوال: تم بناء الثورة على ثلاثة أهداف رئيسية وهم الخبز, الحرية، والعدالة الاجتماعية, وتم إضافة الكرامة الانسانية كركيزة رابعة. كان الجميع على قدم المساواة في هذه الثورة ، و توحد كل المصريين لتحقيق هدف مشترك. وقد أدت هذه التغييرات السياسية إلى إنتشار فن الجرافيتي في الأماكن العامة. تعبر الكتابات والرسومات على الجدران عن العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية التي يتعرض لها سكان القاهرة يوميا, و تعرض أساليب فن الجرافيتي زاوية جديدة وثاقبة في قضايا الفقر بالمناطق الحضرية.

“اللي نامية وفيها ثروة م الفلوس تعمل جبال اسأليني عن كـبـاري نـايمة تـحـتيـها العيال.”

هذه الصورة تبين أول حملة من حملات “فكر في الآخرين” التي بدأها فنان الجرافيتي نيمو. يغطي فنه العديد من المسائل السياسية المختلفة، بما في ذلك شهداء الثورة، ولكنه شرح للصحف المحلية أن هذه الحملة مميزة بالنسبة له. في حديث له مع الصحفي محمد عبد الغفار، قال نيمو أنه يريد إستخدام فن الجدران للفت الانتباه إلى قضية الفقر و أطفال الشوارع. بدأ الفنان هذه الحملة ليعبر عن مشاعر الفقراء الذين لا يشعرون بأي فرق بين النظام القديم و الجديد. هؤلاء الناس لا يهتمون إلا بإيجاد ما يكفي من الغذاء ومكان للعيش يحميهم من الظروف الجوية السيئة. ولكن الدافع الأكبر هو أن هؤلاء الفقراء ليسوا مسؤولين عن حالة معيشتهم السيئة, لأنهم لم يختاروا أن يعيشوا في ظل هذه الظروف. أكد نيمو أنه يستهدف جميع فقات الشعب بفنه، ويرى أن عبر رسوماته وكتاباته، يمكنه نقل رسالته بطريقة تجعل كل مشاهد يرى قضايا الفقر ويفكر فيها.

استخدمت أيضا مجموعة كتائب موناليزا فن الجرافيتي لتمكين أطفال أرض اللواء من النظر إلى أنفسهم بطريقة اكثر ايجابية من خلال مشروع بعنوان “عايز أبقى”. قال محمد إسماعيل أحد مؤسسي كتائب موناليزا لجريدة المصري اليوم أن المجموعة قامت بزيارة سكان الحي عدة مرات لتشجيعهم على المشاركة المجتمعية. في الزيارة الأولى، تم تصوير الاطفال، وسألهم عن تطلعاتهم و أحلامهم, وفي الزيارة الثانية قامت مجموعة فنانين الجرافيتي برسم وجوه هذه الأطفال على طول الجدران ، و كتبوا حلم كل طفل تحت صورة وجههم. إستخدم هذا المشروع فن الجرافيتي كوسيلة لإعطاء الأطفال صوتا بشأن مستقبلهم و تشجيعهم على تحقيق اهدافهم. تغير هذه الرسومات جماليات أرض اللواء، وتجعل الأطفال مفتخرين بأنفسهم و بحيهم.

قد يكن فن الجرافيتي بادرة صغيرة في هذه المدينة الكبيرة المضطربة، ولكنه يستعمل كوسيلة مؤثرة للتعبير عن مشاكل الفقراء: الفن يتحدث باسمهم، والألوان تجعلهم منظورين، والسياسة تجعل صوتهم مسموع.

Submitted by Howaida Kamel — Mon, 04/15/2013 – 00:00