هويدا كامل – مديرة وحدة القاهرة
“كل ال ان فكراه إن كان فيه أيادي مسكاني من كل حتة في جسمي، أيادي بتحاول تفك حمالة صدري و بتفعص صدري من تحت البلوفر ال أنا كنت ارتديه. بقية الأيادي كانت مسكاني من ظهري و رجليا، و حسيت ببنطلوني بيتشد لتحت. حاولت أنظر حوالية عشان أشوف دائرة الرجال دي بتنتهي فين، لكن وجدت صفوف من الرجل محيطة بي، وكلهم بيزقو تجاهي.
بعد كدة رأيت رجل مجهول متجه ناحيتي مبين حوالي ٤٠ رجل تاني. لما عرفت أوصل له، حضنته و قلت له يساعدني. مسك أيدي و بدأ يلف بي في الميدان بخطوة سريعة. في اللحظة دي، مكنتش فهمة لو هذا الشخص فعلا بيسعدنى أوعايز يتحرش بي زي بقية الرجال. اتفزعت.
بدأت أدور على أي حد تاني يساعدني. لقيت رجل لابس تي شيرت قوة ضد التحرش الجنسي فبدأت أصرخ بصوت أعلى عشان يسمعني. لحسن حظي شفني الرجل ده و جاء ناحيتي. مسكني و وعدني إن هو هيساعدني. وقعت، لكن الرجل أومني، و أخذني وسط نساء تانية و غيره من رجال قوة ضد التحرش الجنسي.”
هذه شهادة من مرأة تعرضت للاعتداء الجنسي في ميدان التحرير يوم ٢٥ يناير ٢٠١٣. تم إصدار هذا البيان على صفحة فيسبوك منظمة قوة ضد التحرش
قوة ضد التحرش/الإعتداء الجنسي الجماعي هي مجموعة ناشطة تأسست في نوفمبر ٢٠١٢ بغرض حماية النساء أثناء تظاهرهم و حضورهم لمسيرات في التحرير والاتحادية. وتتألف المنظمة من مجموعة متطوعين يدورون حول الميادين أثناء المظاهرات، ويتم تدريبهم على التدخل في حالة وجود إعتداء جنسي جماعي. كما أنهم يوفروا المساعدة القانونية والطبية والنفسية للضحايا، فضلاعن حملات الدعاية لرفع مستوى الوعي حول مشكلة التحرش الجنسي.
في مقابلة مع المصري اليوم قال علام واصف، منسق قوة ضد التحرش، أن هناك محاولات متعمدة لتخويف النساء من الاحتجاج، “مما يجعلهم يشعرون بأنهم مهددون وغير آمنون.” معظم الحالات التي تدخل فيها رجال قوة التحرش كانت “هجومات منسقة من عصابات مسلحة، ربما يتم مكافأتهم للقيام بذلك.”

لمكافحة هذه الجرائم، وضعت المنظمة نظام يتطلب ما يقرب من ست مجموعات من خمسة عشر شخصا للقيام بدوريات في كل أنحاء التحرير، و هم يرتدون قمصان بارزة مكتوب عليها باللون الأحمر: “ميدان آمن للجميع.” وقد تم تدريب أعضاء قوة ضد التحرش للرد على الهجمات التي يتم التبليغ عنها من خلال الاتصال بالخط الساخن للمنظمة. بمجرد وصولهم إلى مكان الجريمة، تقوم مجموعة المتطوعين بتشكيل سلسلة بشرية حول النساء، ثم تقوم متطوعة من ضمن المجموعة بتغطية أو كساء الضحايا. و بعد ذلك يتم نقل الضحايا إلى مكان آمن.
في بيان صحفي رسمي، أعلنت قوة ضد التحرش أنها تلقت ٤٦ بلاغا باعتداءات جنسية جماعية على النساء خلال تظاهرات ٣٠ يونيو, و تفترض المنظمة أن هناك عديد من الحوادث الاخرى التي لم يتم الإبلاغ عنها. و قد اقترحت قوة ضد التحرش بإضاءة مداخل ميدان التحرير، و إستخدام وسائل الاعلام الحكومية مثل قنوات الراديو و التلفزيون
لإذاعة إعلانات للخدمات العامة و حملات لمكافحة التحرش.
و من خلال جهودهم في العامين الماضيين، تمكنت قوة ضد التحرش وغيرها من المنظمات المناهضة للاعتداء الجنسي من تغيير الفكرة الاجتماعية السائدة للتحرش الجنسي في مصر. كثير من المصريين الأن يعترفون بهذه الجرائم كحالات تحرش و اعتداء
جنسي، بعد أن كانت تسمى مجرد معاكسات من غالبية الشعب. و الهدف الرئيسي لقوة ضد التحرش و غيرها من الجماعات الناشطة لحماية النساء هو ضمان سلامة و أمن ملايين المصريين الحاضرين للمظاهرات، و الكفاح من أجل مستقبل أفضل وأكثر أمانا لمصر.
Photo credits: Heba Farouk and Gigi Ibrahim